الآداب الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وآله المستكملين الشرفا وبعد، مرحبا بكم أيها الإخوة المؤمنون، وأيتها الأخوات المؤمنات في هذه الدورة العلمية المباركة، وهذا هو الدرس الأول من دروس الآداب الإسلامية من كتاب ((اللآلئ البهية شرح صحيح الآداب الإسلامية)). وفي هذا الدرس نتعرف سويا على آداب الاستيقاظ، أي الآداب التي ينبغي لنا أن نفعلها عند الانتباه والقيام من النوم.
الأدب الأول: ذكر الله عند الاستيقاظ
أي يستحب أن تذكر الله عز وجل بالذكر المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تستيقظ من نومك.روى البخاري عن حذيفة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: {اللهم باسمك أموت وأحيا}.
وإذا استيقظ قال: {الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور}.
معنى قوله: أخذ مضجعه: أي أتى فراشه الذي ينام عليه.
ومعنى قوله: وإليه النشور: أي البعث يوم القيامة.
من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث:
الأولى: يستحب أن نقول عند النوم: اللهم باسمك أموت وأحيا.
الثانية: يستحب أن نقول عند الاستيقاظ: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.
الأدب الثاني: فك عقد الشيطان. كيف نفك عقد الشيطان؟
استمع لهذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلَاثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِب ُ: عَلَيْكَ لَيْلًا طَوِيلًا، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ. وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ. فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتْ الْعُقَدُ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ".
معنى قوله: خبيث النفس: أي محزون القلب كثير الهم.
من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
لكي تفك عقد الشيطان التي يضربها علي قافيتك عند النوم، عليك بأمور عند الاستيقاظ من نومك:
الأول: اذكر اسم الله تبارك وتعالى.
الثاني: توضأ.
الثالث: صل ركعتين.
فإذا فعلت هذا أصبحت نشيطا طيب النفس.
الأدب الثالث: التسوك
أي يستحب لك عند الاستيقاظ من النوم السواك، أي تنظف فمك بالسواك.
وذلك لما في الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.
معنى يشوص: أي يدلك أسنانه.
من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
يزداد استحباب السواك عند الاستيقاظ من النوم.
الأدب الرابع: إيقاظ أهله لقيام الليل
أي يستحب لك أيها الرجل أن توقظ امرأتك لقيام الليل، بعد أن تصلي ما قدر الله لك من الليل، ويستحب لك أيتها الأخت الكريمة أن توقظي زوجك لقيام الليل بعد أن تصلي ما قدر الله لك، وكذلك يستحب للأب أن يوقظ أبناءه، ويستحب للأخ أن يوقظ أخته، ويستحب للأخت أن توقظ أخاها.
وذلك لما رواه أبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمَ اللَّهُ رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ وَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا ، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ
معنى قوله: رحم الله: هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لمن فعل هذا الفعل.
ومعنى قوله: فإن أبت: أي امتنعت عن قيام الليل لغلبة النوم وكثرة الكسل.
ومعنى قوله: نضح في وجهها الماء: أي يرش عليها قليلا من الماء ليزول عنها النوم.
من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :
يستحب للرجل أن يوقظ أهله لقيام الليل، وكذلك يستحب للمرأة أن توقظ أهلها لقيام الليل.