منتدى الشيخ طه بعجر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشيخ طه بعجر

اسلامى ثقافي اجتماعي
 
الرئيسيةالبوابةاليوميةمكتبة الصورأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 المثالب والمناقب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طه بعجر
مدير
مدير
طه بعجر


المساهمات : 284
تاريخ التسجيل : 27/01/2020

المثالب والمناقب Empty
مُساهمةموضوع: المثالب والمناقب   المثالب والمناقب I_icon_minitimeالخميس يناير 30, 2020 9:37 pm

المثالب والمناقب
 1. كل شخص له سيرة في حياته، إما حسنة، أو سيئة، له مثالب، وله مناقب، فمن ثلم عرضه، وتدنست سيرته بقبائح الأعمال، أو كانت سيرته كلها مناقب حسنة، وسيرة طيبة, فالحياة الإبتلائية إما موجبة، أو سالبة، إما إيجابية، أو سلبية، فكل شخصٍ لا يخرج عن ذلك التوصيف، البتة.
2. هناك عوالم كثيرة أهمها العالم البشري، والعالم الجني، قد جعل الله حياتهم مبتلاة بالخير، وبالشر، فالخير أمر حسن، والشر أمر سيء، الخير مليح، والشر قبيح، ولا يوجد خير خالص، ولا شر خالص، في عالم المكلفين، سوى أن الكفار أعمالهم كلها شر، وهذا الشر ليس خالصاً، فلديهم محاسن، دنويوية، وأعمال خيرة؛ غير معتبرة عند الله في الآخرة، فكم هي محاسنهم التي قدموا فيها خيراً كبيراً للبشرية، ولكنها مبنية على مقاصد باطلة، ليس لها عنده تعالى وزن، في ميزان الصالحات، لكنها في ميزان النفع، والضر، والمصالح، والمفاسد الإنسانية معتبرة، ومعمول بها، بين المكلفين، اليوم، وكل المؤمنين بالله مطالبون أن يراعوا قانون العمل بالمصالح، والمفاسد، فهي معتبرة الوزن، عند كافة الناس، ولا بد أن يراعيها الجميع، بدون نظر للإيمان، أو عدمه، فكل شخص متعين عليه أن تقوم علاقته مع غيره في ضوء ذلك القانون، الإنساني، فمن كان أهلاً لجلب مصالح نفسه، ومصالح غيره؛ تعينت عليه إنسانياً.
3. إن قانون اعتبار المصالح، والمفاسد العامة لا يشترط في جلبها، والعمل بها الإيمان الشرعي، التكليفي، وإنما هي قانون إنساني، فجميع الناس لا يقدرون على العيش بدونها، البتة، فحياتهم كلهم تقوم على مراعاتها، جلباً، ودفعاً، وكل الرسالات الربانية، والقوانين، والأعراف الوضعية تراعيها، وتنص عليها، قطعاً، فكل الدساتير الوضعية تسعى لحرمة قتل النفوس بغير سبب، كما تحرم عدم الإضرار بالعقل، والعرض، والمال، والوطن، إما نصاً، أو إشارة، وفحوى، وبغير ذلك تكون الحياة فوضى، وعبثية، لا يقدر أحد أن يرعى مصالحه، ويدرأ عن نفسه المفاسد، العامة.
4. قد وجد اليوم سفهاء قاصروا أهلية في مراعاة قانون المصالح، والمفاسد، دخل على الناس بسببهم مصائب، ودواهي جسام، فمثلاً الحروب، والفتن، والملاحم، وعموم الشرور، والمفاسد كان سببها شخص، أو أشخاص سفهاء، لم يجلبوا لأنفسهم، ولا لغيرهم خيراً، بل كلهم شر، وقبح، وفساد كبير.
5. وفي ضوء ما سبق قام في الأرض قانون حقوق الإنسان الذي حاول واضعوه مراعاة قانون المصالح، والمفاسد، العامة للناس كافة، وهو قريب مما جاء في اعتبار المصالح، والمفاسد، الدينية، التي جاءت به الشرائع الإلهية، في الملل الثلاث، اليهودية، والنصرانية، والمحمدية.
6. هناك في هذا العالم جهال نكدون، نكدوا حياة الناس، وأدخلوهم في جحيم الفتن، والهرج، والمرج، فكانوا سبب هلاك الحرث، والنسل، وخراب، ودمار الشعوب، والأوطان، بيقن، أكيد.
7. إنه عندما يعرض الناس عن دين الله الحق، وشرعته الضامنة للحياة الطيبة، السعيدة؛ يكون هلكتهم، وضرهم، وفسادهم، وقطيعتهم، كما أن عموم المعاصي الكبرى من أهم أسباب الشر، والفساد في الأرض، ولا بد أن يكون للناس عودة إلى ربهم، وتحكيم لشريعته، واتباع لهدي رسله، عليهم الصلاة والسلام، وخاصة رسوله الخاتم الذي أنزل عليه خلاصة الشرائع السابقة، وأتى بشريعة، ودين مصدق لتلك الكتب الإلهية التي سبقته، كلها.
8. إنه لا يوجد حل، ومخرج للناس مما هم فيه من الفتن، والهرج، والمرج، والتخاصم، والتنازع، والتقاتل، إلا بالدخول كافة في السلم، والتخلي عن شهوة السيطرة على الغير، بغير حق، مبين، ودين قويم. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).سورة البقرة، الآية: (208).
9. فهي دعوة من الله العظيم، الكبير، الحكيم، الخبير، لكافة عباده المؤمنين به، أن يتنادوا للسلام، والصلح، فيما بينهم، وأن يحذروا داعية الشر، والفساد، الشيطان الرجيم، ففي ذلك سعادتهم، ونجاتهم، وخلاصهم، وفوزهم، وفلاحهم، الأبدي، وإلا فإن البديل هو الصراع, والشقاوة، والهلاك، الأبدي.
10.  لقد جاء القرآن، وما سبقه من الكتب الدينية جاء ببيان شامل لسيرة أخيار الأمم، وفجارها، وأشرارها، ونهاية كل منهم، ففي القرآن محكمات قصصية، لا تقبل النسخ، والرفع، حيث بين تعالى أخبار أنبيائه، وبعض رسله، وما وقع لهم مع أقوامهم، ليكون ذلك القصص عبرة للناس، وعملاً بما فيها من وصايا، وقيم، وتشريع، عام لكافة المؤمنين، حتى منتهى الأجل.
11. كل شخص يحب أن تذكر مناقبه الطيبة، وأعماله النافعة، وأن يستر عنه قبحه، وشره في حق نفسه، وحق غيره، وإن من عرف ربه عن يقين، يهيوء له ربه من ينطق بسيرته الطيبة، ويخفي عن الناس مساوءه، وعيوبه، وهذه جبلية بشرية في جميع الناس، فإذا وجد من ينطق عنك بمحاسنك فاعلم أن ذلك لطف من الله بك، وإن كان العكس فهو أيضاً نطق الله عليك، حيث نصب تلك الالسنة في ذمك،وذكر عيوبك،ومثالبك.

                                                                                         الشيخ/قاسم احمدعقلان:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tahab3jar.yoo7.com
 
المثالب والمناقب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشيخ طه بعجر  :: اسلاميات :: اسلاميات منوع-
انتقل الى: